أضرار الجلوس لفترات طويلة: الخطر الخفي لنمط الحياة العصري

أضرار الجلوس لفترات طويلة: الخطر الخفي لنمط الحياة العصري
في ظل التطور السريع للتكنولوجيا، تغيرت أنماط الحياة اليومية بشكل جذري، وازدادت فترات الجلوس سواء في العمل، أو الدراسة، أو أثناء استخدام الأجهزة الإلكترونية. لكن رغم أن الجلوس يبدو سلوكًا غير مؤذٍ، إلا أن الدراسات الطبية تحذر من مخاطره المتعددة على الصحة الجسدية والنفسية، بل تشير بعض الأبحاث إلى أن الجلوس لفترات طويلة قد يكون "تدخين العصر الحديث". وفي مركز الصفوة الأولى الطبي للعلاج الطبيعي نؤمن بأن لكل مريض قصة مختلفة ولهذا نقدم خطط علاجية مخصصة تستند الى تقييم دقيق لحالته لضمان أفضل النتائج الممكنة على المدى القصير والطويل
:أولاً: التأثيرات الجسدية للجلوس الطويل
1. مشاكل في العمود الفقري ووضعية الجسم
الجلوس الخاطئ، خاصة عند عدم وجود دعم جيد للظهر، يؤدي إلى انحناء العمود الفقري، وظهور ما يُعرف بـ"تقوس الظهر". كما تزداد فرص الإصابة بآلام أسفل الظهر، وتشنجات عضلية في الرقبة والكتفين نتيجة توتر مستمر في العضلات.
2. تقلص الدورة الدموية وزيادة خطر الجلطات
عند الجلوس لفترة طويلة، يقل ضخ الدم خاصة في الأطراف السفلية، مما قد يؤدي إلى احتباس السوائل وتورم القدمين. كما يزداد احتمال تكون جلطات دموية في الأوردة العميقة، خاصة لدى من لديهم عوامل خطر كالسمنة أو التدخين.
3. ضعف في العضلات والمفاصل
قلة الحركة تؤدي إلى ضعف العضلات، خاصة عضلات الساقين والفخذين، كما تتصلب المفاصل نتيجة قلة استخدامها. ويُلاحظ عند كثير من الأشخاص ضعف مرونة عضلات الورك وتأثر التوازن.
4. تباطؤ في عمليات الأيض
تُظهر الدراسات أن الجلوس لفترات طويلة يقلل من حساسية الجسم للأنسولين، مما يزيد من خطر الإصابة بمتلازمة الأيض، وارتفاع ضغط الدم، ومستويات الكوليسترول الضار.
5. السمنة وزيادة الوزن
الجلوس يقلل من كمية السعرات الحرارية التي يتم حرقها يوميًا، ما يؤدي إلى تراكم الدهون خاصة في منطقة البطن. وهذا بدوره يزيد من خطر الإصابة بداء السكري من النوع الثاني وأمراض القلب.
ثانيًا: التأثيرات النفسية والسلوكية
- الاكتئاب والقلق: تشير الدراسات إلى وجود علاقة بين كثرة الجلوس وزيادة معدلات الاكتئاب، خاصة عند غياب التفاعل الاجتماعي والنشاط البدني.
- قلة التركيز وضعف الانتباه: قلة الحركة تؤثر في نشاط الدماغ ومستوى الطاقة، مما قد يقلل من القدرة على التركيز ويزيد من الشعور بالكسل العقلي.
- اضطراب النوم: الجلوس أمام الشاشات لفترات طويلة، خاصة قبل النوم، يؤثر على جودة النوم بسبب التعرض للضوء الأزرق.
ثالثًا: وسائل الوقاية والعلاج
1. تغييرات في نمط الحياة
- تقسيم وقت الجلوس: اعتماد قاعدة "30-30"، أي النهوض والتحرك كل 30 دقيقة.
- تحسين بيئة العمل: استخدام كراسي مريحة وطاولات بارتفاع مناسب، وضبط الشاشة على مستوى النظر.
2. إدخال النشاط البدني في الروتين اليومي
- المشي القصير أثناء المكالمات أو استراحات العمل.
- ممارسة التمارين الرياضية الخفيفة مثل اليوغا أو تمارين التمدد.
- استعمال المكتب القابل للتعديل للعمل أثناء الوقوف لفترات.
3. العناية بالعضلات والمفاصل
- ممارسة تمارين لتقوية عضلات الظهر والبطن.
- استخدام كرات التوازن أو الوسائد الداعمة أثناء الجلوس.
- زيارة مختص العلاج الطبيعي لتقييم الوضعية وتصحيحها عند الضرورة.
4. دعم نفسي وسلوكي
- خلق عادات إيجابية مثل تحديد مواعيد ثابتة للنشاط.
- مشاركة الزملاء أو أفراد العائلة في تحديات رياضية.
- التوازن بين العمل والحياة الشخصية لتقليل الضغط النفسي.
:الخلاصة
في النهاية، الوعي بمخاطر الجلوس المطول ليس ترفًا، بل ضرورة للوقاية من أمراض مزمنة قد تتسلل دون أعراض مبكرة. الحركة اليومية، حتى لو كانت بسيطة، يمكن أن تُحدث فرقًا كبيرًا في الصحة العامة والنفسية. في مركز الصفوة الأولى الطبي رحلتك نحو التعافي تبدأ معنا بخطة علاج شخصية وفريق ملتزم بكل خطوة